
شهدت مناطق شمال شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية في الآونة الأخيرة موجة هجرة كبيرة من الشباب إلى أوروبا عبر تركيا.
وبحسب معلومات وإحصائيات شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان أن مئات الشباب دخلوا الأراضي التركية عبر طرق غير شرعية في مدينة رأس العين وتل أبيض بريفي محافظة الحسكة والرقة سالكين مختلف الطرق للدخول إلی تركيا ومنها إلی أوروبا، إذ إن موجة الهجرة كبيرة هذه المرّة لم تشهدها تلك المناطق منذ عام ٢٠١٥.
وتعود أسبابها المباشرة إلی انهيار قيمة العملة السورية أمام الدولار والغلاء الفاحش الذي تعيشه تلك المناطق وأيضاً التجنيد الإجباري الذي فرضته قوات سوريا الديمقراطية على الشباب في تلك المناطق وفشل العملية التعليميه التي فرضتها الإدارة الذاتية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د، وكذلك خوف الأهالي على أطفالهم الذين تبلغ أعمارهم ما بين ١٢ و١٦ عامًا من خلال خطفهم من قبل الشبيبة الثورية وتجنيدهم في معسكراتها.
كلّ ذلك يجبر أهالي تلك المناطق إلى البحث عن مخرج للهروب للبحث عن ملاذ آمن لأولادهم وحياتهم وذلك من خلال دفع عشرات آلاف الدولارات من أجل إيصال أطفالهم إلى أوربا، والعامل الأهم لهذه الهجرة هو الانفلات الأمني الواسع الذي تشهدها المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، ويتبدّی ذلك في ازدياد وتيرة عمليات الخطف والقتل حيث وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان في الأيام الماضية دخول مئات الشباب إلى رأس العين ومنها إلی الأراضي تركيا فأوربا في رحله تكلفهم عشرات آلاف الدولارات مكتظّة بمخاطر جمّة، تطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤولياتهم تجاه المدنيين في سوريا ووضع حدّ لمأساتهم وما تشكله هذه الهجرة غير الشرعية من خطر علی حياتهم، وكذلك تطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان التحالف الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووضع حدّ للانتهاكات التي تستهدف المدنيين في مناطق قوات سوريا الديمقراطية ومحاسبة المسؤولين وتقديمهم إلى العدالة والعمل على تشكيل إدارة جديدة في مناطق شمال شرق سوريا لإنهاء المعاناة الانسانية الذي تشهدها تلك المناطق تكون الإدارة الجديدة تحت إشراف دولي لحماية المدنيين والحفاظ علی أرواحهم وممتلكاتهم ريثما يتمّ إيجاد حلّ سياسي للأزمة السورية ككلّ.