مع حلول النصف الأول من عام 2022، ما تزال الانتهاكات ضد المدنيين مستمرة بكافة أشكالها وأنواعها، بدءاً من القتل خارج نطاق القانون، والإصابة والضرب، وليس انتهاءً بالاعتقال أو الاحتجاز التعسفي، الذي تمارسه مختلف أطراف الصراع في سوريا، وخاصةً النظام السوري.
وتقوم شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، وإيماناً منها بتحقيق العدالة المستقبلية للضحايا، في واجبها بتوثيق جميع الانتهاكات ضد المدنيين والتي ترتكبها مختلف الأطراف، دون تحيز أو محاباة.
وتتبع شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، آلية واضحة بتوثيق تلك الانتهاكات وفق معايير قانونية دولية محددة لتوثيق الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق الصراع والحروب، من خلال شبكة من الموثقين، متوزعين على مختلف المناطق السورية، شمالها وجنوبها، شرقها وغربها.
يستعرض هذا التقرير الشهري الصادر عن شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، حصيلة القتلى (الضحايا) المدنيين، خلال شهر أيار 2022، كما يتضمن تفاصيلاً بالأرقام لتوزع انتهاكات القتل خارج نطاق القانون على مختلف المناطق الجغرافية في سوريا، مع تحديد الجهات المسؤولة عنها.
تفاصيل التقرير
في أيار 2022: توثيق مقتل 81 مدنياً في سوريا
وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان مقتل 81 مدنياً، في سوريا خلال شهر أيار عام 2022، وتعتبر هذه الحصيلة من أعداد الضحايا المدنيين مرتفعة، مقارنةً بغيرها من أشهر العام الحاليّ.
وتعود أسباب ارتفاع نسبة أعداد القتلى خلال أيار الحاليّ، إلى ارتفاع حدة التوتر والفلتان الأمني في محافظة درعا التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، إضافةً إلى استمرار قوات سوريا الديمقراطية في سياساتها بارتكاب الانتهاكات والتضييق في مناطق سيطرتها، كما كان للقصف المتبادل بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني، أثره الواضح في ارتفاع وتيرة الانتهاكات في الشمال السوري عموماً.
وبحسب توثيقات شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، فإن محافظة درعا التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، جاءت في المرتبة الأولى من بين المناطق الجغرافية في سوريا، إذ شهدت أكبر نسبة من أعداد القتلى المدنيين الموثقة خلال أيار الماضي.
وحلّت مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في شمال وشرقي سوريا، بالمرتبة الثانية من بين المناطق الجغرافية في سوريا، بأعداد القتلى المدنيين، فيما توزعت باقي حالات القتل الموثقة على باقي المناطق الجغرافية في سوريا.
وكان من بين حالات القتل ضد المدنيين الموثقة (81 حالة قتل)، مقتل 10 أطفال في مناطق مختلفة من سوريا، كما سجل فريق شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان مقتل 4 نساء أيضاً، من بين المجموع الكلي لحالات القتل الموثقة.
وكانت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان قد أصدرت بياناً، بتاريخ 26 أيار 2022، حول التهديدات التركية بشن عملية عسكرية على مناطق محددة من شمالي سوريا، وزج المدنيين واستخدامهم في الصراعات من قبل قوات سوريا الديمقراطية.
وأوضح بيان الشبكة أنه في الوقت الذي يزداد فيه احتمال شن القوات التركية عملية عسكرية في شمالي سوريا، يزداد الخوف لدى المدنيين على حياتهم ومصيرهم.
وطالب البيان تركيا وقوات سوريا الديمقراطية، بالتوجه إلى الحوار لحل المشاكل، وأن يلتزم الطرفان بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر تشرين الأول 2019، بما يشمل وقف العمليات الهجومية في شمال شرق سوريا، والحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار الحالية، للتجنب تعرض حياة المدنيين للخطر في ظلّ الوضع المأساوي الذي يعيشه الشعب السوري.
ومن جهةٍ أخرى، رفض بيان الشبكة واستنكر زج المدنيين الأبرياء في الصراعات، ولا سيما إقدام قوات سوريا الديمقراطية على إجبار المدنيين للتجمع على الحدود التركية في مدن “عين العرب (كوباني) وتل تمر والقامشلي والدرباسية” والمخاطرة بحياتهم.
وفي هذا الصدد فإن شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان تدعو المجتمع الدولي لأخذ موقف جدي تجاه الملف السوري، بوقف نزيف الدم والانتهاكات التي يرتكبها أطراف الصراع وخاصة النظام السوري.
وتطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وكافة المنظمات الدولية المعنية، بالوقوف أمام مسؤولياتهم لحماية المدنيين في سوريا، كما تطالب لجنة التحقيق الدولية المستقلة، بفتح تحقيقات موسعة في الحالات الموثقة.
وتدعو شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، كافة أطراف الصراع في سوريا، إلى تجنيب المدنيين الصراع، وإبعاد عملياتهم وصراعاتهم عن الأماكن المكتظة بالمدنيين وممتلكاتهم وعدم استخدامهم كدروع بشرية.
شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان
2/6/2022