التقارير الشهرية

تقرير حزيران 2022 الصادر عن شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان

تقرير حزيران 2022: توثيق 218 انتهاكاً منها 76 حالة قتل في سوريا

وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم الجمعة 1 تموز 2022 ، 218 انتهاكاً ضد المدنيين في سوريا، كان لقوات سوريا الديمقراطية الحصيلة الأكبر من تلك الانتهاكات الموثقة.

ومع نهاية النصف الأول من عام 2022 تؤكد شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، على أن أطراف الصراع في سوريا ما تزال ترتكب الانتهاكات بشتى أنواعها ضد المدنيين، في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بحياة المدنيين في مختلف المناطق السورية، مع استمرار النظام السوري لنهجه القمعي.

وأصدرت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران الماضي، العديد من البيانات والتقارير الخاصة، جاءت في مناسبات أممية وتذكيراً  بمجازر ارتكبت في سوريا، حيث أصدرت الشبكة في 27 حزيران بياناً بمناسبة حلول ذكرى مجزرة عامودا، الأليمة، وفصلت بعض الحقائق والشهادات حول تلك المجزرة المرتكبة على يد قوات وحدات حماية الشعب YPG، كما أصدرت الشبكة بياناً بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب.

وأصدرت الشبكة تقريراً بتاريخ 25 حزيران الماضي، تحت عنوان: “7 سنوات على مجزرة عين العرب “كوباني”.. والمجازر بحق السوريين ما تزال مستمرة، إلى جانب العديد من البيانات والتقارير الخاصة، في استمرار “قسد” بالتضييق على المدنيين والناشطين في مناطق سيطرتها.

وعلى صعيد متابعة الانتهاكات وحياة اللاجئين السوريين في مختلف بلاد اللجوء، أصدرت الشبكة بيانين منفصلين، كان البيان الأول حول وضع اللاجئين السوريين في لبنان، فيما جاء البيان الثاني تحت عنوان: “اليوم العالمي للاجئين.. 12 عاماً ومأساة اللاجئين السوريين ما تزال مستمرة”.

وعلى صعيد آخر أصدرت الشبكة بياناً حول قطع رواتب المعلمين في الرقة لرفضهم الخروج باحتجاجات مناهضة للعملية العسكرية التركية.

ومع توثيق العديد من حالات القتل تحت التعذيب، أصدرت الشبكة تقريراً خاصاً، خلال حزيران 2022، تحت عنوان: “تعذيب ممنهج: سجون “قسد” السوداء شمال شرقي سوريا لا تختلف عن “مسالخ” النظام السوري.

إحصائيات حزيران 2022

تنوعت الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين في سوريا خلال شهر حزيران 2022، إذ وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان وقوع 218 انتهاكاً في سوريا، كان لحالات الاعتقال والخطف النسبة الأكبر من بين الانتهاكات الموثقة.

1- أنواع الانتهاكات المرتكبة

أولا: القتل

وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران 2022، مقتل 76 مدنياً في سوريا، بينهم 11 طفلاً، و 10 نساء، قتلوا على يد مختلف أطراف الصراع في سوريا، النسبة الأكبر من حالات القتل ارتكبت على يد مجهولين.

وكان من بين حالات القتل التي وثقتها الشبكة خلال الشهر الماضي، مقتل شخصين تحت التعذيب في السجون، إذ كانت قوات سوريا الديمقراطية مسؤولة عن حالة واحدة ارتكبتها في سجونها بمحافظة الحسكة، والحالة الثانية كان النظام السوري مسؤولاً عنها، ارتكبت في سجون النظام السوري.

ثانياً: الإصابة والاعتداء بالضرب

وثقت الشبكة خلال حزيران الماضي 56 حالة إصابة وضرب، ارتكبت في مختلف المناطق السورية، وكان من بينها توثيق 14 حالة إصابة ارتكبت ضد أطفال، و 5 حالات ارتكبت ضد النساء.

ثالثاً: الاعتقال والخطف

وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان خلال شهر حزيران 2022 وقوع 61 حالة اعتقال واخطف، ارتكبت في مختلف المناطق السورية، إلا أن النسبة الأكبر منها تركزت في شمال شرقي سوريا على يد قوات سوريا الديمقراطية وأذرعها الأمنية.

رابعاً: تجنيد القُصر

وثقت الشبكة خلال الشهر الماضي وقوع 9 حالات تجنيد لأطفال قاصرين، جميع هذه الحالات ارتكبتها قوات سوريا الديمقراطية وجهات أمنية وعسكرية تابعة لها، في مناطق سيطرتها.

خامساً: مخلفات الحروب والألغام المتفجرة والعبوات الناسفة

خلّفت الألغام والعبوات الناسفة ومخلفات الحرب الأخرى (الخطيرة) العديد من الضحايا خلال الشهر الماضي، حيث وثقت الشبكة 18 حالة رئيسية من هذه الحالات منها ما ارتكب على يد مجهولين ومنها ما ارتكب على يد قوات أخرى بهجوم تنفذه عبر استخدام هذه الطريقة الوحشية بالقتل.

2- الجهات المسؤولة عن الانتهاكات الموثقة خلال شهر حزيران 2022

كانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وأذرعها الأمنية والعسكرية، المسؤولة الأبرز  عن الانتهاكات مقارنة بجهات أخرى منتهكة، خلال شهر حزيران 2022، إذ كانت مسؤولة عن ارتكاب 59 انتهاكاً خلال الشهر الماضي من مجموع الانتهاكات الكلي الموثق (218 انتهاكاً) في مناطق سيطرتها ومناطق أخرى عبر القصف لشمال حلب والتفجيرات بالعبوات الناسفة.

وكانت النسبة الأكبر من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات “قسد”، تتمثل بارتكاب 37 حالة اعتقال واحتجاز تعسفي خارج نطاق القانون ضد المدنيين، كما ارتكبت 10 حالات قتل بينها حالتين قتل لطفلين وحالة قتل لامرأة وحالة قتل تحت التعذيب في سجونها. وأيضاً كان من بين انتهاكات “قسد” ارتكاب 9 حالات تجنيد أطفال قاصرين وسوقهم إلى معسكرات التجنيد، فيما لا يزال مصيرهم مجهولاً بالنسبة لذويهم.

وحلّت المعارضة السورية المسلحة (الجيش الوطني السوري) ثانياً على قائمة الجهات المرتكبة للانتهاكات بمسؤوليته عن ارتكاب 26 انتهاكاً من مجموع الانتهاكات الكلي الموثق خلال شهر حزيران الماضي (218 انتهاكاً)، معظمها بمناطق سيطرتها شمالي حلب، كان منها ارتكابه لـ14 حالة اعتقال تعسفي خارج نطاق القانون في عفرين ومناطق أخرى شمالي حلب.

وارتكب النظام السوري وقواته والميليشيات التابعة له، 11 انتهاكاً خلال الشهر الماضي، من مجموع الانتهاكات الكلي الموثق، إذ كان مسؤولاً عن مقتل 7 مدنيين بينهم امرأة وطفلين، وأيضاً مسؤوليته عن ارتكاب حالة قتل تحت التعذيب في سجونه.

وفي إدلب حيث تسيطر هيئة تحرير الشام، فقد كانت مسؤولة عن ارتكاب 7 انتهاكات خلال الشهر الماضي من مجموع الانتهاكات الكلي الموثق، حيث كانت النسبة الأكبر من الانتهاكات المرتكبة من قبل الهيئة، تتمثل بـ 5 حالات اعتقال خارج نطاق القانون.

كما ارتكبت السلطات التركية 4 انتهاكات خلال الشهر الفائت، كان منها 3 انتهاكات بالاعتداء بالضرب من قبل الجندرما التركية على 3 مدنيين أثناء محاولتهم عبور الحدود من الجهة المقابلة لمدينة عامودا بريف الحسكة، فيما كان الانتهاك الأخير بمسؤوليتها عن حالة قتل في ريف حلب الشمالي.

وتبقى الانتهاكات التي ارتكبت على يد جهات مجهولة هي النسبة الأكبر من بين الانتهاكات الموثقة خلال حزيران الماضي، إذ كانت جهات مجهولة قد ارتكبت 66 انتهاكاً من مجموع الانتهاكات الكلي، كان منها 45 حالة قتل ارتكتها جهات مسلحة مجهولة لم نتمكن من تحديدها، ومن بين حالات القتل المرتكبة كان هناك مقتل 8 حالات قتل لنساء، و7 حالات قتل لأطفال.

وكانت لمخلفات الحرب أثراً في وقوع ضحايا خلال الشهر الماضي بـ18 حالة انفجار لألغام من مخلفات الحرب واستهداف بالعبوات الناسفة من قبل قسد أو عبر القصف المباشر المتبادل بين أطراف الصراع في سوريا.

3- توزع الانتهاكات الموثقة خلال شهر حزيران 2022 على المناطق السورية

على صعيد توزع الانتهاكات الموثقة على المناطق الجغرافية السورية، خلال الشهر الماضي، فقد شهدت محافظة الحسكة والمناطق التابعة لها، كالقامشلي، والواقعتين تحت سيطرة قوات “قسد”، النسبة الأكبر من الانتهاكات، بـ 32 انتهاكا ارتكب في المحافظة من مجموع الانتهاكات الكلي الموثق خلال الشهر الفائت (218 انتهاكا)، أكثر من 95 بالمئة منها ارتكبته قوات سوريا الديمقراطية.

وشهدت محافظة الرقة الواقعة أيضاً تحت سيطرة “قسد”، ارتكاب 28 انتهاكاً فيها، كما شهدت محافظة درعا 22 انتهاكاً، فيما شهدت محافظة دير الزور 21 انتهاكاً، وجمعهم واقعون تحت سيطرة “قسد”، بينما شهدت مدينة عفرين ونواحيها، والواقعة تحت سيطرة الجيش الوطني السوري (المعارضة) ارتكاب 17 انتهاكاً، معظمها ارتكب على يد الجيش الوطني، كما شهدت مدن الباب وجرابلس وتل أبيض ورأس العين وقوع 17 انتهاكاً كان منهم 10 انتهاكا فقط في مدينة الباب.

وشهدت محافظة إدلب وقوع 9 انتهاكات، كما ارتكب في محافظة حلب 6 انتهاكات جلّهم ارتكبوا على يد قسد، وارتكب أيضاً 6 انتهاكات في حمص، وشهدت مدينة منبح وقوع 6 انتهاكات أيضاً كما ارتكب انتهاكين في عين العرب، فيما شهدت محافظة حماة وقوع 4 انتهاكات، في حين شهدت محافظة السويداء ثلاثة انتهاكات، وريف دمشق انتهاكين فقط.

4- خاتمة وتوصيات

ما تزال كل أطراف الصراع في سوريا، وعلى رأسهم النظام السوري وقوات سوريا الديمقراطية، لا يلتزمون بقواعد القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، باستمرارهم الممنهج بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق.

وعلى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية والدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل الفوري لإيقاف نزيف الدم السوري، وإيقاف الانتهاكات المرتكبة بحق السوريين.

وتدين شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، تقصير الجهات الدولية والدول المعنية بالملف السوري، بإيقاف الانتهاكات، كما وتطالبها بمحاسبة كافة الجهات المسؤولة عن الانتهاكات وتقديم الجنات إلى محاكمات عادلة، وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة بالملف السوري.


زر الذهاب إلى الأعلى