تقرير تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 |
ما تزال الانتهاكات ضد المدنيين في سوريا مستمرة بكافة أشكالها وأنواعها، بدءاً من القتل خارج نطاق القانون، والإصابة والضرب، وليس انتهاءً بالاعتقال أو الاحتجاز التعسفي، الذي تمارسه مختلف أطراف الصراع في سوريا، وخاصةً النظام السوري، وارتكاب العديد من الانتهاكات بحق الأطفال وتجنيدهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية، وارتفاع في حدة القصف الممنهج ضد المدنيين في شمال غرب سوريا من قبل قوات النظام السوري، خلال تشرين الثاني 2023.
تتبع شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، آلية واضحة بتوثيق تلك الانتهاكات وفق معايير قانونية دولية محددة لتوثيق الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق الصراع والحروب، من خلال شبكة من الموثقين، متوزعين على مختلف المناطق السورية، شمالها وجنوبها، شرقها وغربها.
يستعرض هذا التقرير الشهري الصادر عن شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، حصيلة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، خلال شهر تشرين الثاني 2023، كما يتضمن تفاصيلاً بالأرقام لتوزع الانتهاكات خارج نطاق القانون على مختلف المناطق الجغرافية في سوريا، مع تحديد الجهات المسؤولة عنها.
وخلال الشهر الماضي، ارتفعت حدة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين، ووتيرتها، إذ وثقت الشبكة العديد من حالات القتل والاعتقالات التعسفية، كذلك تجنيد الأطفال وزجهم على الجبهات.
كذلك ارتكب العديد من الانتهاكات ضد المدنيين خلال الاشتباكات الدائرة بين قوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور العسكري، كذلك اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية العديد من المدنيين خلال حملة تنفذها في المنطقة ذاتها. وأدت تلك الاشتباكات إلى مقتل العديد من الأطفال والنساء، وحركة نزوح شهدتها المنطقة، ما زاد الوضع المعيشي سوءاً جراء الاشتباكات.
كما كان لارتفاع وتيرة القصف العشوائي من قبل النظام السوري والقوات الروسية لمناطق مختلفة من شمال غربي سوريا وخاصة محافظة إدلب وريف حلب الغربي، أدت إلى مقتل العديد من المدنيين بينهم أطفال ونساء وتهجير العديد من القرى والبلدات من مساكنهم.
وما تزال الألغام تحصد أرواح المدنيين، وخاصة الأطفال منهم والنساء، إذ وثق فريق شبكة رصد مقتل العديد من المدنيين والأطفال والنساء في مناطق متفرقة من سوريا.
وتستمر مختلف أطراف الصراع بارتكاب الانتهاكات ضد المدنيين إذ وثقت الشبكة ارتفاع في حالات الاعتقال التعسفي سواء أكان مؤقتاً أو ما زال مستمراً.
تفاصيل التقرير
في تشرين الثاني 2023: توثيق مقتل 61 مدنياً بينهم نساء وأطفال في سوريا
الحصيلة الأكبر من القتلى كانت على يد قوات سوريا الدقمراطية وعناصر تابعة له
أولا: القتل
وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان مقتل 61مدنياً، في سوريا خلال شهر تشرين الثاني عام 2023، وتعتبر هذه الحصيلة من أعداد الضحايا المدنيين مرتفعة جداً، مقارنةً بغيرها من أشهر العام الحالي.
كانت قوات سوريا الديمقراطية مسؤولة عن مقتل 16 مدنياً في مناطق سيطرتها عبر القصف والقنص أو بإطلاق الرصاص المباشر، بنهم مقتل شخص واحد تحت التعذيب في سجون قوات سوريا الديمقراطية. كما وثق التقرير الشهري للشبكة وفاة شخصين في سجون قوات سوريا الديمقراطية نتيجة نقص الرعاية الطبية والصحية في والإهمال السجون.
وكانت قوات النظام السوري وميليشياته، مسؤولة عن مقتل 9 مدنيين، منهم 6 عبر القصف الممنهج، فيما قتل 3 مدنيين تحت التعذيب في سجون قوات النظام السوري بصيد نايا.
فيما كانت جهات مسلحة مهجولة مسؤولة عن مقتل 19 شخصاً في مناطق متفرقة من سوريا وخاصة مناطق من محافظة درعا ومناطق من دير الزور والرقة شرقي سوريا.
ووثق التقرير الشهري لشبكتنا مقتل مدني برصاص طائش جراء الاشتباكات بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات العشائر شرقي دير الزور. إلى جانب مقتل شخص على يد قوات العشائر في المنطقة.
وخلال محاولتهم العبور إلى تركيا بطريقة غير شرعية، (تهريب)، قتل 4 أشخاص على يد حرس الحدود التركي، فيما قتل مدني بذات الطريقة على يد قوات الجيش الوطني.
وحصدت الألغام المتفجرة المزروعة، أرواح 8 مدنيين في مناطق من شرقي سوريا جنوبها.
ثانياً: الاعتقال التعسفي
شهد شهر تشرين الثاني 2023، ارتفاع في حالات الاعتقال التعسفي، منه المستمر حتى تاريخ نشر التقرير، إذ وثقت الشبكة 40 حالة اعتقال تعسفي، معظمها ارتكبت من قبل قوات سوريا الديمقراطية والجيش الوطني السوري، إذ كانت الأولى مسؤولة عن 21 حالة اعتقال تعسفي ارتكبتها ضد المدنيين في مناطق سيطرتها، فيما كانت الثانية مسؤولة عن 15 حالة في مناطق سيطرتها معظمها ارتكبتها في منطقة عفرين شمالي حلب.
وكانت هيئة تحرير الشام مسؤولة عن ارتكاب حالتين اعتقال تعسفي، فيما كان النظام السوري مسؤولاً عن حالة واحدة، وكذلك جهات مسلحة مهجولة مسؤولة عن اختطاف مدني في سوريا.
ثالثاً: تجنيد الأطفال
وما تزال قوات سوريا الديمقراطية مستمرة في سياستها بتجنيد الأطفال وزجهم بجبهات القتال، إذ وثقت الشبكة إقدام قوات سوريا الديمقراطية وذراعها المعروف باسم الشبيبة الثورية على اختطاف 9 اطفال من مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا، وزجهم بجبهات القتال ومعسكرات تجنيد الأطفال.
إلى جانب هذه الانتهاكات، وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، استيلاء قوات سوريا الديمقراطية على 46 مدرسة وتحويلهم لمقرات عسكرية في ريف دير الزور منذ بدء الاقتتال بينها وبين قوات العشائر
وفي هذا الصدد فإن شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، إذ وتعتبر عن تضامنها الكامل مع الضحايا وأسرهم، وفي ذات الوقت فإنها تؤكد على أن هذه الانتهاكات يجب أن تدفع المجتمع الدولي والأطراف الدولية المعنية بالملف السوري، للقدوم مضياً في اتخاذ خطوات جدية في مسار تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة والدفع باتجاه حل الأزمة السورية ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات وخاصة التي ارتكبها النظام السوري على نطاق ممنهج، وإطلاق مسار عملية جدية في إنشاء الآلية الدولية للمختفين قسرياً في سوريا.
وتجدد الشبكة مطالبها لجميع الأطراف في الإفراج عن كل المعتقلين في سجونها على خلفية نشاطهم السياسي وآرائهم، وتدعوهم إلى تجنيب المدنيين صراعاتهم، وخاصة في ظل تجدد الاشتباكات بين مكونات من قوات سوريا الديمقراطية ومجلس دير الزور العسكري والتي ألقت بظلالها على المدنيين إذ زادت أعداد الانتهاكات والاعتقالات التعسفية في الآونة الأخيرة بشكل كبير.
كذلك على خلفية التصعيد العسكري من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية، باستمرار القصف على شمال غربي سوريا أصدرت الشبكة، بياناً أكدت فيه أن قوات النظام السوري ما زالت مستمرة في انتهاكاتها بقصف المدنيين، إضافة إلى استهدافها مدرستين في ريف إدلب.
إن شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان تدعو المجتمع الدولي لأخذ موقف جدي تجاه الملف السوري، بوقف نزيف الدم والانتهاكات التي ترتكبها أطراف الصراع وخاصة النظام السوري.
وتطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وكافة المنظمات الدولية المعنية، بالوقوف أمام مسؤولياتهم لحماية المدنيين في سوريا، كما تطالب لجنة التحقيق الدولية المستقلة، بفتح تحقيقات موسعة في الحالات الموثقة.
وتدعو شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، كافة أطراف الصراع في سوريا، إلى تجنيب المدنيين الصراع، وإبعاد عملياتهم وصراعاتهم عن الأماكن المكتظة بالمدنيين وممتلكاتهم وعدم استخدامهم كدروع بشرية.
شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان صدر بتاريخ 3/12/2023