الأخبار

تقرير شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان – أكتوبر 2024

تقرير شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان – أكتوبر 2024

لا تزال الانتهاكات ضد المدنيين في سوريا مستمرة بأشكال متعددة، بدءاً من القتل خارج نطاق القانون والإصابات والضرب، وصولاً إلى الاعتقال والاحتجاز التعسفي، وترتكب هذه الانتهاكات من قبل مختلف أطراف الصراع في سوريا، لا سيما النظام السوري. وتشمل هذه الانتهاكات تجاوزات جسيمة بحق الأطفال، بما في ذلك تجنيدهم من قبل قوات سوريا الديمقراطية، بالإضافة إلى تزايد وتيرة القصف العشوائي الممنهج ضد المدنيين في شمال غرب سوريا من قبل قوات النظام السوري خلال شهر أكتوبر 2024.

تلتزم شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان بمعايير توثيق دولية دقيقة لرصد الانتهاكات ضد المدنيين في مناطق النزاع، وتعتمد في ذلك على شبكة من الموثقين الموزعين في مختلف المناطق السورية.

يستعرض هذا التقرير الشهري الصادر عن شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان حصيلة الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين خلال شهر أكتوبر 2024، ويعرض إحصاءات وأرقاماً توضح توزع تلك الانتهاكات حسب المناطق الجغرافية والجهات المسؤولة عنها.

شهد الشهر الماضي ارتفاعاً ملحوظاً في وتيرة الانتهاكات، حيث وثقت الشبكة العديد من حالات القتل والاعتقالات التعسفية وتجنيد الأطفال ودفعهم إلى خطوط الجبهات.

أسفر تصاعد القصف العشوائي من قبل النظام السوري والقوات الروسية في شمال غرب سوريا، وخاصةً في محافظة إدلب وريف حلب الغربي، عن مقتل العديد من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، وتهجير سكان عدد من القرى والبلدات.

كما تستمر الألغام الأرضية في حصد أرواح المدنيين، خاصةً النساء والأطفال، حيث وثق فريق شبكة رصد مقتل عدد منهم في مناطق متفرقة من سوريا.

تستمر أطراف الصراع في ارتكاب الانتهاكات بحق المدنيين، إذ رصدت الشبكة تزايداً في حالات الاعتقال التعسفي، سواء المؤقتة أو المستمرة.

تفاصيل التقرير:

أولاً: القتل

وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان مقتل 62 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، في سوريا خلال شهر أكتوبر 2024، مما يعد ارتفاعاً كبيراً مقارنةً بالأشهر السابقة من هذا العام.

  • قوات النظام السوري مسؤولة عن مقتل 13 شخصاً، بينهم طفلة.
  • الطيران التركي: استهدفت الطائرات المسيرة التركية مناطق شمال شرق سوريا، مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص.
  • قوات المعارضة: مسؤولة عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم ثلاثة أطفال وامرأة.
  • قوات سوريا الديمقراطية: مسؤولة عن مقتل شخصين.

كما سُجل مقتل 21 شخصاً على يد جهات مسلحة مجهولة في مناطق متفرقة، خاصةً في محافظات درعا ودير الزور والرقة شرقي سوريا. وتم توثيق مقتل مدني على يد تنظيم داعش الإرهابي.

خلال محاولات عبور الحدود التركية بطرق غير شرعية، قُتل شخصان على يد حرس الحدود التركي. كما حصدت الألغام المتفجرة أرواح ثمانية مدنيين، بينهم ستة أطفال، في مناطق شرقي وجنوبي سوريا.

ثانياً: الاعتقال التعسفي

ارتفعت حالات الاعتقال التعسفي خلال شهر أكتوبر 2024، حيث وثقت الشبكة 57 حالة، معظمها على يد الجيش الوطني السوري، حيث سجلت 30 حالة اعتقال تعسفي، سبعة منها لأشخاص عائدين من لبنان. وكانت قوات النظام مسؤولة عن 16 حالة، وهيئة تحرير الشام مسؤولة عن 8 حالات، وقوات سوريا الديمقراطية مسؤولة عن ثلاث حالات اعتقال.

ثالثاً: تجنيد الأطفال

لا تزال قوات سوريا الديمقراطية تمارس سياسة تجنيد الأطفال ودفعهم إلى جبهات القتال. وثقت الشبكة قيام قوات سوريا الديمقراطية وذراعها المعروف باسم “الشبيبة الثورية” باختطاف 10 أطفال من مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، وتجنيدهم في معسكرات القتال.

دعوة لاتخاذ موقف دولي حازم

في هذا السياق، تعبر شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان عن تضامنها مع الضحايا وأسرهم، وتؤكد على ضرورة أن يحث المجتمع الدولي على اتخاذ خطوات جادة لتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة بالأزمة السورية، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، خاصة تلك المرتكبة من قبل النظام السوري بشكل ممنهج. وتدعو الشبكة إلى إنشاء آلية دولية للبحث عن المختفين قسرياً في سوريا.

كما تجدد الشبكة مطالبتها للأطراف كافة بالإفراج عن جميع المعتقلين بسبب نشاطهم السياسي وآرائهم، وتدعوهم إلى تجنيب المدنيين ويلات الصراع.

وفي ظل التصعيد العسكري المستمر من قبل النظام السوري والقوات الروسية، تدعو الشبكة إلى وقف القصف على شمال غرب سوريا، مؤكدةً استمرار النظام السوري في انتهاكاته ضد المدنيين واستهداف منشآتهم وممتلكاتهم.

تدعو شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم لوقف نزيف الدم والانتهاكات المتواصلة بحق المدنيين، وتناشد مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بتحمل مسؤولياتها تجاه حماية المدنيين في سوريا. كما تطالب لجنة التحقيق الدولية المستقلة بإجراء تحقيقات موسعة في الانتهاكات الموثقة.

في الختام، تدعو شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان جميع أطراف الصراع إلى تحييد المدنيين عن العمليات القتالية، وتجنب استخدامهم كدروع بشرية.


زر الذهاب إلى الأعلى