شهدت مدن وبلدات في ريفي حلب الشمالي والشرقي، مساء أمس الجمعة 3 حزيران/يونيو 2022 مظاهرات شعبية غاضبة لعشرات الأشخاص، رفضاً لسياسة شركات الكهرباء العاملة في تلك المناطق.
وليلة أمس توسعت رقعة الاحتجاجات، لتشمل مدن عفرين وجنديرس، والباب ومارع وصوران، احتجاجاً على رفع سعر الكهرباء، ولعدم الاستجابة لمطالبهم، أضرم المتظاهرون النار في مباني شركات الكهرباء، إلا أن مدينة عفرين شهدت إحراق المحتجين لمبنى المجلس المحلي أيضاً.
وقوبلت بعض المظاهرات باستنفار عسكري، في بعض المناطق، كما قوبلت في مناطق أخرى بالترحيب والوعود بالاستجابة للمطالب.
وفي جنديرس قتل شخص يدعى فواز خلف الخليف “أبو خديجة” وهو نازح من محافظة دير الزور، ومن مرتبات جيش الشرقية التابعة للجيش الوطني، وذلك أثناء تواجده برفقة المتظاهرين، للتظاهر معهم وتهدئتهم، حيث تعرضت الاحتجاجات في المدنية لإطلاق رصاص من قبل الشرطة، ما أدى إلى مقتل “فواز”.
وفي عفرين خرج عشرات الأهالي من المدينة ومن المهجرين والنازحين، بمظاهرة ضد شركة الكهرباء السورية التركية (STE – enerji)، وأحرقوا مبنى شركة الكهرباء ومبنى المجلس المحلي في المدينة، احتجاجاً على زيادة ساعات التقنين ورفع أسعار الكهرباء، دون النظر إلى أحوال المدنيين وظروفهم المعيشية.
وعثرت الفرق المختصة في وقت متأخر من ليلة أمس على جثة الشاب هلال توفيق هلال، حيث توفي داخل مبنى المجلس المحلي بعد أن أحرق المبنى ولم يتمكن من الخروج، إذ تم العثور على جثته متفحمة داخل مبنى المجلس المحلي في مدينة عفرين، بعيد قيام المتظاهرين بإحراق مبنى المجلس المحلي، علماً أن الشاب “هلال” كان من بين المشاركين في الاحتجاجات بمدينة عفرين.
كما أصيب خمسة مدنيين، بينهم حالة إصابة خطيرة بمنطقة الصدر، نتيجة إطلاق عناصر الشرطة المدنية، وحرس مكتب الوالي التركي، الرصاص بشكل مباشر تجاه المحتجين في مدينة عفرين، أمام مبنى المجلس المحلي، وأمام مبنى السرايا.
كما أطلق حرس الوالي التركي، قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين، ما تسبب بحالات اختناق في صفوف المدنيين المتظاهرين في عفرين.
وخرجت مظاهرات مماثلة في مارع وصوران، توجه المتظاهرون إلى مباني شركة الكهرباء، وقاموا بإحراقها احتجاجاً على رفع سعر الكهرباء وزيادة ساعات التقنين.
وفي مدينة الباب تجمع متظاهرون بالقرب من دوار السنتر، وسط المدينة، وخرج رئيس المجلس المحلي للمدينة، والتقى بالمتظاهرين، ووعدهم بتلبية مطالبهم، ودعا المتظاهرين لترشيح أشخاص لنقل المطالب وتلبيتها.
في حين توجه بعض المتظاهرين إلى مبنى شركة الكهرباء في المدينة، وأشعلوا إطارات سيارات داخل باحة الشركة وأمامها.
ويعاني السكان شمالي غربي سوريا، من ارتفاع أسعار الكهرباء مقارنة بالوضع الاقتصادي المتردي الذي تشهده المنطقة، إذ تحتاج العائلة إلى ما يعادل أجرة عمل عشرة أيام لتسديد تكاليف الكهرباء شهريًا، بحسب تقديرات محلية.
وكانت شركتي الكهرباء العاملتان في مدينتي عفرين ومارع، شمالي حلب، قد رفعتا أسعار الكهرباء خلال الفترة الماضية مرتين على التوالي، كما وصلت ساعات التقنين إلى 20 ساعة يومياً، وهذا ما أثار غضب المدنيين في المنطقة.
تدين شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، كافة اشكال العنف المستخدمة تجاه المتظاهرين والمحتجين، وتدعو الأطراف المحلية لتحمل مسؤولياتها في المنطقة، ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات ضد المدنيين
وبهذا الصدد تدعو شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان، الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين في سوريا، والأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب في المنطقة، وتؤكد على الأمم المتحدة ضرورة تمديد آلية إدخال المساعدات العابرة للحدود، وتحسين الوضع الاقتصادي في المنطقة.