الشبيبة الثورية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية تقوم بضرب دعوة الأمم المتحدة وأمينها العام السيد أنتونيو غوتيريس عرض الحائط..
علی الرّغم من الدعوة الموجّهة من قِبل الأمم المتحدة وأمينها العام السيد أنتونيو غوتيريس إلى قيادة قوات سوريا الديمقراطية ومطالبتها بالالتزام بالقرارات الدولية والاتفاقية الموقّعة بينها وبين الأمم المتحدة القاضية “بمنع تجنيد ومشاركة الأطفال في الصراعات المسلّحة” في مناطق سيطرتها وإعادة جميع الأطفال المختطفين إلى ذويهم ومحاسبة المسؤولين عن تلك الانتهاكات إلّا أنّ الشبيبة الثورية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية قامت في الآونة الأخيرة بزيادة نشاطاتها واختطاف المزيد من الأطفال وتجنيدهم في صفوفها ضاربة تلك الدعوات عرض الحائط وذلك بعد فترة قصيرة من صدور تقرير الأمم المتحدة وذلك قبل عدّة أيام حيث أكّدت فيه على تورّط قوات سوريا الديمقراطية في اختطاف أكثر من ٦٠٠ طفل وتجنيدهم في مراكزها ومعسكراتها.
وفي الأيام القليلة الماضية وثقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان قيام الشبيبة الثورية باختطاف طفلين آخرين وتجنيدهم في معسكرات تجنيد الاطفال وهم كلّاً من: زليخة عبدو البالغة من العمر ١٣ عامًا من مدينة عين العرب (كوباني) بريف محافظة حلب، والطفلة أيناس طلعت الذياب في حيّ العزيزية في مركز محافظة الحسكة واقتيادهما إلى معسكرات تجنيد الاطفال في جبل عبد العزيز على أطراف محافظة الحسكة التي تحوي قرابة (٤٠٠) طفل. ورغم النّداءات المتكرّة التي وجّهتها شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان إلى المنظمات الحقوقية الدولية والتحالف الدولي وتأكيدنا لهم بالوثائق والإثباتات بإنّ الوضع الإنساني يتّجه من سيّء إلى أسوء في مناطق شمال شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية إلّا أنّ تلك النداءات والدّعوات لم تلقي آذاناً صاغية من تلك الجهات التي يفترض أن يكون الحفاظ علی حياة المدنيين وحماية الطفولة من الانتهاكات المجحفة بحقّها من أولوياتها وخاصة منظمات حقوق الطّفل.
وفي الآونة الأخيرة وثّقت أيضاً شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان تعرّض بعض الأطفال في معسكرات تجنيد الأطفال لدى قوات سوريا الديمقراطية إلى التعذيب والعنف النفسي والجسدي بسبب مطالبتهم بإعادتهم إلى ذويهم وعدم قدرتهم علی الاستمرار في تلك الأجواء التي تفوق قدراتهم العقلية والجسدية. لذا تطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان مجدّداً التحالف الدولي ومنظمات حقوق الطفل إلى قيام بمسؤولياتا وواجباتها تجاه الأطفال وحمايتهم في مناطق شمال شرق سوريا، وكذلك التحالف الدولي والأمم المتحدة إلى الضغط على قوات سوريا الديمقراطية من أجل الكفّ عن انتهاكاتها ضدّ الأطفال القصّر وإعادتهم جميعًا إلى ذويهم والالتزام بالقرارات الدولية. جدير بالذكر أنّ هناك اتفاقية وقعها مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية مع فرجينيا غامبا تنصّ علی الالتزام بمنع مشاركة الاطفال في الحروب والنزاعات المسلحة. للأسف لم تلتزم بها تلك القوات حتّی اللحظة فبقيت حبراً علی الورق لا أكثر.