قوات الجيش الوطني مازالت مستمرة في انتهاكاتها ضدّ المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
منذ دخول فصائل الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية إلى مدن شمال شرق حلب وغربها ما زالت الانتهاكات ضدّ المدنيين في تلك المناطق مستمرة، من خلال الاعتقالات العشوائية للمدنيين، ومصادرة ممتلكاتهم، واختطافهم، واغتيال الناشطين والإعلاميين والمدنيين، وكذلك الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده تلك المناطق جرّاء الفوضی وانعدام حكم القانون، ناهيك عن فرض الضرائب وقطع الأشجار المثمرة في منطقة عفرين.
فقد وثّقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان في الآونة الأخيرة عشرات الانتهاكات ضدّ المدنيين في مدينة عفرين بريف محافظة حلب على يد المسلحين التابعين لقوات الجيش الوطني، وكان من ضمنها الجريمة التي تمثّلت في قتل أربعة مدنيين عزل عشية احتفالهم بإيقاد شعلة عيد نوروز في مدينة جنديرس، على يد مسلحي جيش الشرقية التابع لقوات الجيش الوطني السوري، وكذلك وفاة مسنّ كردي بعد أيام من تعرّضه للضرب والتعذيب على أيدي مسلحي فيلق الشام التّابع لقوّات الجيش الوطني.
كما وثّقت شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان قطع آلاف الأشجار المثمرة في مدينة عفرين على أيدي تلك الفصائل الموّزعة في أنحاء المدينة وقراها، وعلی الرّغم من النداءات المتكرّرة لشبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان بشأن وضع تلك المنطقة إلّا أنّ تلك الانتهاكات مازالت مستمرة وتزداد سوءاً يومًا بعد يوم ولا يوجد أيّ رادع إنساني لها.
وكما تطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الآنسان المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بتحمّل مسؤولياتهم تجاه المدنيين وحمايتهم ومحاسبة المسؤولين وتقديمهم إلى العدالة وتعويض المتضررين. فإنّها في الوقت نفسه تطالب الحكومة التركية إلى قيام بواجباتها تجاه المدنيين وحمايتهم في تلك المناطق ومحاسبة المسؤولين وتقديمهم إلى العدالة وتطبيق حكم القانون وإنهاء الإنفلات الأمني كونها الجهة المسيطرة هناك.