بعد مرور عشر سنوات على مجزرة عامودا في ريف محافظة الحسكة التي راح ضحيتها 6 أشخاص وإصابة العشرات، بينهم أطفال.. مازال مرتكبو المجزرة طلقاء دون محاسبة.
بتاريخ ١٦-٦-٢٠١٣ وبحسب معلومات وثقتها شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان قامت قوات حماية الشعب التابعة لإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د باعتقال ثلاثة ناشطين معارضين للنظام السوري في مدينة عامودا بريف محافظة الحسكة وبعد اعتقالهم بعدّة أيام خرج بعض أهالي المدينة بمظاهرات واعتصامات سلمية تضامناً مع المعتقلين مطالبين بإطلاق سراحهم ومن ثم قرّروا القيام باعتصام مفتوح والإضراب عن الطعام حتى الإفراج عن المعتقلين الثلاثة الذي تمّ اعتقالهم على أيدي وحدات حماية ألشعب ي ب ك وفي تاريخ ٢٧-٦-٢٠١٣ اقتربت قوّة مسلحة من خيمة الاعتصام فقام المعتصمون بترديد شعارات مناهضة لهم ولأفعالهم ضد المدنيين واعتقال الناشطين، سرعان ما ردّ عليهم مسلحو وحدات حماية ألشعب ي ب ك بفتح النار عليهم بشكلٍ عشوائي من أسلحة دوشكا وغيرها ممّا أدّى إلى مقتل ستة أشخاص بينهم طفلان وإصابة أكثر من ثلاثين آخرين، ولم يكتفي مسلحو ب ی د بقتل شباب المدينة بدم بارد، بل قاموا بإغلاق كافة الطرق إلى المدينة واعتقال أكثر من مئة شخص فتعامل ب ی د معهم بوحشية في مراكز الاعتقال حيث تعرّضوا للتعذيب الجسدي والنفسي، فاستمرّت ب ي د في مسلسل سياستها العدائية لأبناء مدينة عامودا الصامدة فأضرم مسلحوها النيران مرّات عدّة في مكاتب أحزاب المجلس الوطني الكردي المعارض، وهاجموا بيوت المدنيين بشكل عشوائي وهمجي.
ومنذ ذلك الوقت مازال الفاعلون والمسؤولون عن تلك المجزرة أحراراً من دون محاسبة، وعلى العكس تماماً قام حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د بمكافأة من قام بتلك المجزرة بمناصب أعلى في قيادة وحدات حماية الشعب ومازالت انتهاكات حزب الاتحاد الديمقراطي ب ي د وأجنحته العسكرية مستمرةً ضد المدنيين في مناطق شمال شرق سوريا من بدون أن يكون هناك أيّ رادع لهم، فعلی الرّغم من المناشدات المستمرّة لشبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان الموجّهة لقوات التحالف الدولي هناك وكذلك للمجتمع الدولي والمنظمات الدولية إلاّ أن هذه الدعوات لم تلقي آذانًا صاغية حتّی اللّحطة ، فهذا الصمت يشجع تلك القوات والجماعات إلى التمادي في انتهاكاتها بشكلٍ أكبر من خطف واعتقال وتعذيب وقتل.
وفي الذكری السنوية لهذه المجزرة تطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان قوات التحالف الدولي ولجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا إلى فتح تحقيق شامل حولها ومحاسبة المسؤولين وتقديمهم إلى العدالة، كما تطالب شبكة رصد سوريا لحقوق الإنسان التحالف الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه المدنيين ووضع حدّ للانتهاكات اليومية المستمرّة التي تستهدف المدنيين في مناطق شمال شرق سوريا.